التمييز على أساس الوزن.. مشكلة لا نتحدث عنها كثيرا 

 

تعني “وصمة العار المرتبطة بالوزن” أو “weight stigma” الأفعال والأيديولوجيات التمييزية التي تستهدف الأفراد بسبب وزنهم وحجمهم. ووفقًا لموقع “National Eating Disorders Association”، تشير وصمة العار المرتبطة بالوزن إلى التمييز على أساس الوزن ويمكن أن تكون إساءة لفظية أو جسدية. 

والوصم هو بالأساس مجموعة أفكار وتصورات سلبية ضد شخص ما بناء على خصائص معينة.  ووجدت الدراسات أن الوصم والتمييز ضد من يعانون من زيادة الوزن أكثر انتشارًا من التمييز على أساس العرق. غالبًا ما يشعر الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن بالوصم من الأشخاص الأقرب إليهم، مثل الأزواج أو الآباء أو الأشقاء أو الأطفال أو الأصدقاء. وبالنظر إلى العلاقات الرومانسية على وجه التحديد، أظهرت الدراسات أن المتزوجين يمكن أن يعانوا بشكل كبير من الوصم المرتبط بالوزن.

فعلى سبيل المثال، تناولت إحدى الدراسات الأزواج والزوجات ورضاهم عن زيجاتهم بناءً على تصورات الوزن. وعندما اعتقد الأزواج أن زوجاتهم يعانين من زيادة الوزن، انخفض رضا الزوجة عن الحياة الزوجية وحدثت المزيد من المشاجرات بين الزوجين خلال عام واحد. ومن ناحية أخرى، عندما أدركت الزوجات في الدراسة أن شركائهن يعانون من زيادة الوزن، فإن مستوى الرضا الزوجي لم يتأثر على الإطلاق.

الفروق بين الجنسين فيما يتعلق بوصمة العار المرتبطة بالوزن

بالتأكيد يتعرض الرجال والنساء للتمييز على أساس الوزن ولكن تختلف تجاربهم فيما يتعلق بمدى التمييز الذي يتعرضون له والأشكال التي يتخذها. ويبدو أن النساء يعانين من مستويات أعلى من الوصم مقارنة بالرجال، حتى عند المستويات المنخفضة من الوزن الزائد. 

وأشارت الدراسات إلى أن النساء، وخاصة من هن في منتصف العمر أو ذوات المستويات التعليمية المنخفضة، يتعرضن للتمييز على أساس الوزن بمعدلات أعلى بكثير من أقرانهن من الذكور. 

وفيما يتعلق بأماكن العمل، أوضحت الدراسات أن الرجال والنساء من ذوي الوزن الزائد أقل عرضة للتعيين أو أو الترقية في العمل أو يحصلون على تقييمات منخفضة مقارنة بغيرهم ممن لا يعانون من زيادة الوزن.

وأوضحت بعض الدراسات أن النساء أكثر عرضة بنسبة تصل لأكثر من 16 مرة لإدراك التمييز على أساس الوزن في أماكن العمل مقارنة بالرجال. والمتقدمات للوظائف اللواتي يعانين من الوزن الزائد أقل عرضة للتوصية بالتوظيف عن المتقدمين. وهناك أيضًا فروق بين الجنسين فيما يتعلق في توزيع الأجور بناء على زيادة الوزن، حيث تحصل النساء ذوات الوزن الزائد على أجور أقل بنسبة 6% ممن لا يعانين من السمنة لأداء نفس العمل، في حين أن الرجال ذوي الوزن الزائد يحصلون على أجور أقل بنسبة 3% ممن لا يعانين من السمنة. وفي حين أن هناك أدلة مؤكدة على وجود تمييز في الوزن تجاه الرجال في أماكن العمل، إلا أنه يبدو أقل حدة مقارنة بالنساء. 

وأشار موقع “physiciansweekly” إلى أنه يُنظر إلى الرجال الذين يعانون من زيادة الوزن على أنهم حكيمون أو أكثر خبرة، بينما تميل مصداقية النساء إلى الانخفاض مع زيادة الوزن؛ حيث وجدت الأبحاث التي تناولت المرشحين السياسيين أن المرشحات ذوات الوزن الزائد يحصلن على تقييمات أقل فيما يتعلق بالموثوقية والاعتمادية والصدق والقدرة على الإلهام والقدرة على أداء وظيفة شاقة مقارنة بالمرشحات اللواتي لا يعانين من الوزن الزائد. أما فيما يتعلق بالذكور، فالمرشحين أصحاب الوزن الزائد حصلوا على تقييمات إيجابية أكثر من غيرهم. 

تأثير وصمة العار المرتبطة بالوزن في الصحة النفسية

يؤكد موقع “nationaleatingdisorders” أن تأثيرات وصمة العار المرتبطة بالوزن في الصحة النفسية واسعة النطاق وتتغير بناء على تاريخ الصدمة وعوامل شخصية أخرى. وتشير الدراسات إلى أن المعاناة من الاكتئاب وصورة الجسد أعلى بين الأشخاص الذين يسعون إلى فقدان الوزن المتعمد وجراحة السمنة واضطراب الأكل، وأكثر من نصف الأشخاص الذين عانوا من وصمة العار المرتبطة بالوزن يمكن أن يعانوا أيضًا من اضطراب نفسي واحد على الأقل؛ حيث أنه مع زيادة الوزن، تزداد أيضًا الاضطرابات النفسية. 

وارتبط التمييز المتصور على أساس الوزن بانخفاض احترام الذات وضعف الأداء النفسي والاجتماعي والشراهة عند الأكل والضيق النفسي، كما أنه يصيب الشخص بالقلق وعدم الرضا عن الجسد. 

 

Average Rating

5 Star
0%
4 Star
0%
3 Star
0%
2 Star
0%
1 Star
0%

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *