أجسادنا ليست متشابهة.. والشكل المثالي خرافة

 

في البداية، يجب أن نعي جيدًا أن كل جسد مختلف عن الآخر. فحتى لو بدأ الجميع بتناول نفس الأطعمة وممارسة نفس التمارين الرياضية، فلن نكون جميعًا متشابهين. ويرجع السبب في ذلك إلى أن الجينات الوراثية لكل شخص تؤثر في بنية العظام وحجم الجسد والشكل والوزن بشكل مختلف.

إذن، كيف يمكن تحديد الوزن المثالي للجسد؟ في الحقيقة أن الوزن المثالي للجسد هو الوزن الذي يسمح لكِ بالشعور بالقوة والنشاط، بالإضافة إلى أنه أساس الحياة الصحية الطبيعية. وبالتالي، فإن التركيز على تناول وجبات متوازنة وممارسة الرياضة بانتظام سيساعد في تحقيق التوازن والوصول إلى الوزن المثالي المطلوب، وفقًأ لموقع “national eating disorder”. كما أن استشارة أحد المتخصصين في التغذية يساعد أيضًا في الحصول على وزن مثالي وصحي.

وبجانب كل ما سبق، هناك أمر شديد الأهمية وهو عدم مقارنة جسدك مع جسد أصدقائك أو الأشخاص الموجودين في الإعلانات أو الأفلام أو المسلسلات. وإذا حدث وقارنتِ نفسك بالآخرين، فحاولي أن تتذكري أن جميعنا مختلفون وهذا أمر طبيعي، مما يعني أننا نمتلك مميزات خاصة. كما يجب أن تضعي قائمة ببعض نقاط القوة لديكِ؛ ما تحبين القيام به وما يجعلك متفردة.

وعليكِ أن تتذكري أن هناك عوامل أساسية للحصول على جسد مثالي:

  • تعاملي مع جسدك باحترام.
  • احصلي على قسط كافِ من الراحة.
  • تناولي أطعمة مختلفة ومتنوعة تساهم في نظام غذائي صحي.
  • من المهم ممارسة التمارين الرياضية. 
  • قاومي فكرة الحكم على نفسك والآخرين بناء على الوزن والشكل أو الحجم.
  • احترام الأشخاص بناء على خصائصهم وإنجازاتهم بدلًا من مظهرهم. 

لا يوجد سبب واحد للشعور بعدم الرضا تجاه الجسد أو الإصابة باضطرابات الأكل. ومع ذلك، تشير الدراسات بشكل متزايد إلى أن وسائل الإعلام تساهم بشكل كبير في ذلك بما أنها تسيطر على العالم ولا يمكن التحكم في الرسائل المقدمة من خلالها، وأن التعرض إلى هذه الرسائل والضغط الذي تقوم به يزيدان من حالة عدم الرضا عن الجسد والإصابة باضطرابات الأكل، وفقًأ لموقع “national eating disorder”.

وتشير الدراسات إلى أن أكثر من 80% من الأمريكيين يشاهدون التليفزيون بشكل يومي بمتوسط 3 ساعات يوميًا. ويقضي من تتراوح أعمارهم بين 8 سنوات إلى 18 سنة حوالي 7.5 ساعات في استخدام أي وسيلة من وسائل الإعلام؛ معظمها في مشاهدة التليفزيون. هذا بجانب أن الأطفال يلعبون ألعاب الفيديو لمدة تتجاوز ساعة يوميًا وأنهم يقضون أكثر من ساعة على أجهزة الكمبيوتر يوميًا.

وتقدم وسائل الإعلام محتوى مؤثر بشكل كبير للأشخاص للتعرف على الجسد المثالي وقيمة أن يكون الإنسان جذابًا. فعندما تستخدمين وسائل الإعلام، ضعي في اعتبارك كيف يمكن أن تؤثر الرسالة في ثقة شخص ما في جسده وإذا ما كنتِ ترغبين في دعم هذه الرسالة أم لا. 

وأشارت العديد من الدراسات التجريبية إلى أن هناك علاقة بين التعرض للنموذج النحيف في وسائل الإعلام وبين حالة عدم الرضا عن الجسد واستدخال النموذج النحيف في عقول الأشخاص وإصابة النساء باضطرابات الأكل.

وعلى الرغم من أن الضغط الذي تمارسه وسائل الإعلام من أجل أن يكون الشخص ذو عضلات مرتبط بعدم الرضا عن الجسد بين الرجال، إلا أن هناك تأثير لذلك بين النساء حتى وإن كانت النسبة أقل إلا أنها واضحة بشكل كبير.

وعلى العكس من ذلك، تؤدي البرامج التلفزيونية المخصصة لذوي البشرة السمراء وظيفة وقائية؛ حيث تتمتع الفتيات والنساء اللاتينيات وذوات البشرة السمراء اللائي يشاهدن هذه البرامج بدرجة أعلى من الرضا عن أجسادهن.

ويمكن أن تحمي نفسك من تأثير وسائل الإعلام من خلال:

اختيار واستخدام وسائل الإعلام بعناية: انتقي واختاري الوسائل التي تدعم قيمك وتبني احترام الذات والثقة في الجسد.

تحديد وقت مشاهدة التليفزيون ودخول مواقع التواصل الاجتماعي: وجد الباحثون الذين يدرسون المشكلات المتعلقة بالجسد أنه كلما زاد الوقت الذي نقضيه في عالم الإعلام، زاد تعرضنا لصور مثالية للجسد، وزاد ضعفنا في مقارنة مظهرنا بمعايير الجسد غير الواقعية. احمِ صورتك الذاتية من خلال مراقبة كمية ونوعية ما تشاهدينه على مواقع التواصل الاجتماعي.

اختبار الرسالة من أجل الشعور بالإيجابية تجاه الجسد: استخدمي استراتيجيات محو الأمية الإعلامية للتفكير بشكل نقدي في الرسائل التي تتعرضين لها والمحتوى الذي تكتبينه على مواقع التواصل الاجتماعي. اختبري الشعور بالإيجابية تجاه الجسد من خلال طرح أسئلة أساسية: هل صور الجسد واقعية أم تم تغييرها رقميًا؟ ماذا تعني الرسالة حقًا؟ لماذا يرسلونها؟ كيف يمكن أن تؤثر في قبول جسد شخص ما؟ من أنشأ هذه الرسالة وما هي المكاسب من ورائها؟ قبل إرسال الرسائل النصية وكتابة التغريدات ونشر التعليقات ومشاركة الصور ومقاطع الفيديو، اسألي نفسك عن سبب إرسال الرسالة ومن الذي تريدين الوصول إليه.

التحدث مرة أخرى لوسائل الإعلام عن صورة الجسد: أخبري الأشخاص الذين يستفيدون من وسائل الإعلام ووضع السياسات بما تحبينه وما لا تحبينه بشأن ما يقدمونه حول الجسد، ولماذا تشعرين بذلك، وما الذي تخططين لفعله حيال ذلك – اتخذي موقفًا وارفضي قراءة الرسائل أو عرضها أو الاستماع إليها أو شراء المنتجات المعلن عنها حتى يتم إجراء تغييرات عليها.

الدعوة إلى الحديث الإيجابي عن الجسد: استخدمي مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بكِ لإلهام آخرين لاستخدام أصواتهم في مدح الرسائل الحقيقية المتعلقة بالجسد، وانتقاد النماذج غير الواقعية له. وأبلغي عن أي سياق يحتوي على إشارة للشعور بالخجل من الجسد. وجهي الدعم للمنافذ الإعلامية والمعلنين ومقدمي منتجات المشاهير الذين يحتفون بالمظهر الطبيعي وحجم الجسد الصحي وأشكال الجسد المتنوعة وانتقدي هؤلاء الذين يستمرون في الترويج لمعايير الجسد غير الصحية والصناعية.

 

Average Rating

5 Star
0%
4 Star
0%
3 Star
0%
2 Star
0%
1 Star
0%

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *