جسدها ملكها هذه ليست إرادة المنحلين والإباحيين إنما هي إرادة ومشيئة الله حين خلقنا جميعا ذكورا وإناثا أحرار ولنا عقولا نميز بها بين الخبيث والطيب وخلق لنا إرادة تجعلنا نثابر من أجل تحقيق مانريد. هكذا أراد لها الله وأراد لنا الحرية وأن نكون مسئولين عن أجسادنا وذواتنا لا وصاية لإنسان علي إنسان ما دام يمتلك عقلا وحرية وإرادة.
جسدها ملكها لأنه باسم حماية هذا الجسد من الوقوع في الرذيلة وانتهاك الشرف تتعرض المرأة لكافة الانتهاكات الجسدية والنفسية والمادية منذ ولادتها إلي مماتها.
كانت وصايتهم علي الجسد خوفا من الرذيلة هو المبرر لكافة الانتهاكات الجسدية علي المرأة من أول تشويه أعضاءها التناسلية وهي طفلة إلي تبرير قتلها بلا ذنب أوجريرة. كان مبررا لحرمانها من التعليم والعمل ودفنها في خيام سوداء مقيتة ولو طالوا أن يدفنوها حية فعليا وحرفيا لفعلوا لكن كفي بالوئد المعنوي قاتلا للمرأة في بلادنا.وأنا أسأل أي رذيلة يخشون من وقوع المرأة فيها؟ هل يوجد رذيلة أبشع مثلا من اغتصاب طفلة في السابعة من عجوز في الخمسين باسم الزواج؟ أو اغتصاب امرأة باسم ملك اليمين؟ كم المباحات التي ترتكب باسم الشرع هي عين الفحش والسوء.
أتمني أن يري الجميع انتهاك الشرف في العنف الطائفي والتعصب مثلما يرونه في أجساد النساء.جسدها ملكها حتي ننهي مبررات وجود الاستبداد باسم حماية القيم والشرف والأخلاق والدين ونصنع دولة مواطنة وديمقراطية حقيقية وليست شكلية. نصنع دولة مواطنة قائمة علي احترام حقوق الأفراد والمساواة ورعاية حريتهم فلا ديمقراطية تنبع من مجتمع ينتهك حرية أفراده تحت أي مسمي.جسدها ملكها لأن العمل علي تمكين المرأة وتحفيزها للاستقلال المادي والفكري لتكون فردا نافعا وفعالا في الأسرة والمجتمع له أثره النافع علي المرأة والأسرة والمجتمع والاقتصاد لأنه لايوجد دولة تحقق نمو اقتصادي وطاقات نصف شعبها مكبلة بمفاهيم رجعية.
جسدها ملكها لأننا نثق في أخواتنا وبناتنا وزوجاتنا نثق فيهن ونؤمن بأن الفضيلة يصنعها الإنسان الحر بإرادته ورشادة عقله ولا تصنع بقطع عضو في جسمه أو بحبس جسده في خيمةجسدها ملكها لأن هذا المجتمع ينبغي عليه كي يتخلص من أمراضه وينطلق وينهض أن يتحرر من القيم ذات المعايير المزدوجة وغير المتسقة مع بعضها البعض.
المعايير التي تري ماهو خزي وعار للمرأة يصبح مصدر فخر للرجل.
المعايير التي قد تجعلنا نسفك دماء أنثي بريئة باسم القيم والشرف وننظر بعين الحسد والاعجاب للرجل “مقطع السمكة وذيلها” منتهك القيم والشرف.جسدها ملكها لأن هذا ما أقرته جميع مواثيق حقوق الإنسانجسدها ملكها لأنها بديهية لاتحتاج لمبررات تبريرها مثل تفسير الماء بالماء عاداتكم المتناقضة وقيمكم المزدوجة هي التي تحتاج لمبررات تسعف تناقضها وعدم اتساقها.جسدها ملكها لأن بناتنا واخواتنا وزوجاتنا يستحقون الحرية ويستحقون حياة أفضل.
#غربلة مبادرة هدفها التشجيع على الكتابة في نقد ما يعتبره العقل الجمعي العربي قواعد ثابتة بينما تجاوزها الواقع والزمن والتطور من وجهة نظر الكاتبة أو الكاتب..شكرا لكل من ساهمن وساهموا معنا في الغربلة..
ويمكن للمهتمات والمهتمين من كل الدنيا المشاركة بكتاباتهم وإرسالها مصحوبة بصورة شخصية على بريد إلكتروني: [email protected]
Average Rating