بيت الرعب

بسبب التحرش أصبح المكان الآمن بيتا للرعب ولم تعد تغريد تجد فيه الأمان ولا بيتا لعائلة هي مجموعة من الأصدقاء الذين يعيشون فرادى دون أهاليهم. كان هشام أحد الأصدقاء المقربين وبعد محاولة تحرش انشرخت الصداقة, وتحطمت تماما بعد زواجه من إحدى الصديقات والاستمرار في التحرش بالنساء من أقرب الدوائر.

هي فتاة من أسرة ميسورة تمكنت من إلحاقها بمدرسة أجنبية بفضل عمل الوالد في الخارج. الحفلات والرحلات كانت جزءا اعتياديا من حياة العائلة وكل أفرادها تقريبا, والحكايات عن المرح وذكريات الشباب لدى الخالات والأعمام والعمات لم ينقطع.

كانت الحفلات ومجموعة الأصدقاء والصديقات جزءا من حياتها أيضا. الآن أصبحت فتاة يافعة ولديها ذكريات تشاركها مع باقي أفراد الأسرة حين يتجمعون. والأهم اصبح لديها أسرة تحتويها باستمرار أثناء غياب الأسرة الأساسية.

لم يكن بين الحكايات حديثا عن التحرش ولم يخطر ببالها أن أحد الأصدقاء من الدائرة المقربة الذين يعتبرون أنهم أسرة واحدة يمكن أن يتحرش بها أو يضايقها, فجميعهم محل ثقة غير محدودة تجد بينهم الدفء الحقيقي وتشاركهم مشكلاتها وأفكارها ومشاعرها ويسهرون سويا في الصيف وفي العطلات والأجازات المختلفة.

لفترة شعرت بعدم ارتياح لبعض السلوكيات التي تبدو مقبولة بين المجموعة, فاعتبرت أنها تعاني حساسية مفرطة لا أكثر. كانت الحفلات والسهرات في كثير من الأحيان داخل المنازل وكثيرا ما يبيت الجميع لليوم التالي في نفس مكان السهرة. أحيانا كانوا يتجمعون لتناول الغذاء أو لمشاهدة فيلم جديد أو لعب الورق وألعاب الكمبيوتر.

في واحدة من المرات التقت المجموعة بمنزل “هشام” كان كالباقين يعيش في منزله وحيدا وأسرته بالخارج, البيت كان بمثابة مساحة آمنة أو أقرب لبيت العائلة بالنسبة للمجموعة كلها. وكانت تغريد تتعامل مع هشام من هذ المنطلق . بعد فترة بدأت تعليقات غير مريحة ومحاولات لكسب مساحة أكبر من مجرد كونه أحد أفراد مجموعة الأصدقاء. كل التعليقات والمحاولات أخذت شكل المزاح, وكان الرد عليها بمزاح مشابه يبعث برسالة رافضة لأي مساحة أكبر.

في تلك المرة تأخرت تغريد في الخروج فموعد جامعتها متأخر ساعتين عن صديقتها واتفقتا على أنها ستأخذ كفايتها من النوم قبل التوجه للجامعة. أثناء استعدادها للخروج حاول تقبيلها عنوة فدفعته بهدوء ولم ترفع صوتها ارتبكت وبدأت فورا في تقييم موقفها وماذا لو غضب وقرر بدلا من تحرشاته أن يغتصبها وهي في بيته؟ وماذا سيقول الجميع عنها؟ وماذا لو تصاعدت المشكلة وبلغت أهلها في الخارج؟ وماذا لو غضب منها ونشر صور لها مع المجموعة خلال سهراتهم؟ شلها الرعب عن اتخاذ موقف غاضب, لكنها تمكنت من الرفض الهادئ والخروج من المنزل الذي لم تعد إليه لاحقا.

وتعللت بكل حجة ممكنة كي لا تعود لسهرة في ذلك البيت, حتى تزوج هشام بواحدة من الصديقات في المجموعة, اعتقدت أن الأمان قد عاد مرة أخرى. وعادت للسهر مع الأصدقاء بين وقت وآخر لكن في الخارج. شرب مرة وبدأ يسكر, وحاول تقبيلها وحضنها وسط المجموعة بنفس الطريقة القديمة. في الليلة نفسها شكت صديقة أخرى من نفس النوعية من التحرشات وتدخل الأصدقاء لإبعاده عن باقي النساء. ولم تفعل تغريد أكثر من الهرب خارج تلك الدائرة قبل أن ينالها المزيد من الأذى.

Average Rating

5 Star
0%
4 Star
0%
3 Star
0%
2 Star
0%
1 Star
0%

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *