امرأة مجنونة

لست سوى امرأة مجنونة.. من يأخذني على محمل الجد يضيع

أخلط الأحداث والأشخاص والأشياء لأصنع عالما لا مثيل له

وفي لحظات أهدمه لأعيد بناء عالم جديد

فأنا ابنة الشك التي يقتلها اليقين

لا تلِّحوا في طرح الأسئلة

فأنا أبحث عن إجابات لا أجدها

لا تسألوا.. وحين أفهم ماذا يجري سأعلنها صريحة للجميع

لا شيء لأخفيه

فلست سوى امرأة مجنونة لا يأخذها أحد على محمل الجد

وأنا لا آخذ العالم على محمل الجد أيضا

فقط لم أجد بعد الشجاعة الكافية لإنهاء إقامتي هنا

وأستعيض عن الرحيل بخلق عالم مختلف

في عالمي: أقول كن فيكون

أحذف ما أكره وأضيف ما يعن لي

أهرب من السجون والقيود نحو خيال رحب

ألونه بالأزرق والأخضر حيث الطبيعة والهدوء

وأحيانا أفضل البرتقالي والأحمر والأصفر و خليطا لا متناهيا من الألوان الساخنة

أحيل الأشباح إلى ملائكة يحرسون الكوكب السحري

وبعضهم أقرر أنهم يستحقون العقاب فعليهم حمل ثقل الكوكب على أكتافهم كي لا يفر هاربا بين المجرات

كثيرون أُفضل أن يتبخروا دون أثر..

وفقط حين يستوي عالمي مثاليا كما أريد.. تحضر الأسئلة.. فأعيد تغيير الألوان وتوزيع الأدوار .. أو أهدمه للبدء في بناء جديد

في أوقات الفراغ أكون واحدة من آلهة الأوليمب.. تستريح بعد انتهاء الخلق استعدادا لخلق جديد

وبمجرد التقاط أنفاسي تخطر لي خاطرة جديدة..

فأعيد هدم العالم لتشكيله مرة أخرى

ذات يوم خَلَقتني سوارا ملونا..

فقدتني صديقتي الجديدة على طاولة أحد المقاهي

تحولت إلى كرسي مرة.. فلم يستقر معي صديق أكثر من ساعة

قررت أن أكون دارا.. فرحل الأهل واحدا تلو الآخر..

من شكل لشكل ومن كائن لآخر أعيد تشكيل نفسي..

روحي المختلة تظل مضطربة ولا تستكين

حاولت ارتداء الحكمة يوما..

وفي مجلس وقور تكلمت..

اهتزت الرؤوس تؤيد ما أقول بوقار وتبجيل..

وفي منتصف الحديث الجاد للغاية والمليء بالحكمة..

ضحكت .. رحت في نوبة طويلة من الضحك الهستيري

وأغرقت وجوه الحكماء المستمعين بالبصاق

لم أتمكن من تقمص دور الجدية أكثر من بضع دقائق..

فأنا لست سوى امرأة مجنونة

أعيد رسم صور البشر حسبما أراهم في حقيقتهم التي يخبئونها بالحكمة والوطنية والجدية

أتسلح ببعض الخيال لجعل الواقع محتملا

والكثير من الجنون لمناورة الانتحار

Average Rating

5 Star
0%
4 Star
0%
3 Star
0%
2 Star
0%
1 Star
0%

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *